مؤتمر صحفي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في أمريكا حول الذكرى السنوية للثورة المناهضة للملكية وتوقعات التغيير في إيران
يوم الاثنين ١١ فبراير ٢٠١٩ وبالتزامن مع الذكري السنوية الأربعين للثورة المناهضة للحكم الملكي قامت السيدة سونا صمصامي ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في مؤتمر صحفي في النادي الوطني للصحافة الأمريكية بالتطرق لبحث سجل نظام الملالي والأوضاع السياسية الإيرانية وتوقعات التغيير في إيران وطالبت المجتمع الدولي الاعتراف رسميا بالمجلس الوطني للمقاومة كممثل حقيقي للشعب الإيراني.
وقد تم ترتيب عقد هذا المؤتمر من قبل مكتب ممثلية المجلس في أمريكا وقام أيضا كل من الآمباسادور آدم ارلي سفير الولايات المتحدة في البحرين سابقا والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية والسيد علي صفوي عضو اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة بإلقاء كلمات في المؤتمر.
وأكدت السيدة سونا صمصامي في حديثها الشامل حول الثورة المناهضة لنظام الشاه
على ثلاث نقاط:
اولا ضعف وهشاشة نظام الملالي وعدم وجود علاج لأزمات النظام
وثانيا استمرار وتوسع وتعمق الانتفاضة المنظمة للشعب الإيراني
وثالثا وجود بديل ديمقراطي جدي وحقيقي لنظام الملالي وضرورة اتخاذ سياسة دولية جامعة وحاسمة أكثر ضد النظام.
وقالت ممثلة المجلس في امريكا: ” اليوم ١١ فبراير ذكرى الانتصار التاريخي للثورة المناهضة للملكية في عام ١٩٧٩ حيث أسقطت المظاهرات الشعبية العارمة نظام الشاه الدكتاتوري المكروه بسبب جهاز السافاك المعادي للشعب وسجن ايفين سئ السمعة وفساده من قبل الشعب الإيراني.
ولكن للأسف، بعد مدة قصيرة من هذا قام خميني الدجال والملالي بسرقة قيادة الثورة وصنعوا استبدادا دينا في المقابل.
وقام الملالي بخيانة المثل الرفيعة للشعب الإيراني أي الديمقراطية والحرية”
وأكدت السيدة صمصامي بأن نضال الشعب الإيراني ضد دكتاتورية الملالي الدموية بدأت منذ اليوم الأول الذي فرض فيه خميني استبداده الرجعي على الوطن.
وهذا تبيان لعدم شرعية النظام ورفض الشعب له.
الشعب الإيراني يريد جمهورية مبنية على فصل الدين عن الدولة ورغم مساعي النظام الحثيثة لم يستطع الملالي في أي وقت من أوقات حكمهم المشؤوم من زرع الضعف واليأس في قلوب الشعب الإيراني.
وتطرقت ممثلة المجلس لتعداد حالات الفساد الحكومي المنتشرة والسرقات ونهب ثروات الشعب الإيراني من قبل الولي الفقيه الرجعي وبقية مسؤولي النظام، والانهيار الاقتصادي والوضع المزري للشعب والبطالة والتضخم وانخفاض قيمة الريال وصرحت بأن نظام الملالي يسعى للتدخل ونشر الحروب في المنطقة من أجل التغطية على الوضع الكارثي وعلى هذه الأزمات المستعصية وقام بصرف مليارات الدولارات من أجل تدخلاته في لبنان وسورية والعراق واليمن.
وفي قسم آخر من حديثها أشارت السيدة صمصامي لانتفاضة الشعب الإيراني التي مضى الآن عام كامل على بدءها وصرحت أنه رغم الاعتقال وجميع الأعمال الأمنية واعتقال أكثر من ١٠ آلاف شخص وقتل ٥٠ شخص من المنتفضين لم يكن نظام الملالي قادرا على إطفاء شعلة المقاومة وثوران الغضب والكره الشعبي.
العمال والنساء وسائقو الشاحنات والتجار والمزارعون والطلاب والممرضون وغيرهم انتفضوا في أكثر من ١٦٠ مدينة وطالبوا بإسقاط هذا النظام اللإنساني.
وفي القسم الأخير من حديثها أشارت ممثلة المجلس لحضور البديل القوي أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي تشكل منظمة مجاهدي خلق قوته المحورية وأشارت أيضا لدور معاقل الانتفاضة في توجيه وتقدم الانتفاضات
وأكدت بأن خوف النظام من المقاومة الإيرانية كان واضحا وبارزا في خطب مسؤولي النظام من الولي الفقيه وحتى رئيس الجمهورية وبقية المسؤولين الأمنيين والقمعيين وهذا الأمر دفع رئيس جمهورية النظام حسن روحاني للطلب من الرئيس الفرنسي ماكرون تقييد نشاطات المقاومة الإيرانية الآن الذي واجه ردًا سلبيًا من قبل فرنسا.
وأضافت السيدة صمصامي بأن خوف النظام من مجاهدي خلق دفعهم للقيام بحملة واسعة لشيطنة المجاهدين الموجودين في أشرف ٣ في ألبانيا من جهة ومن جهة أخرى فإن المؤامرات الإرهابية ضد اجتماعات المقاومة الإيرانية في اوروبا تبين هذا الأمر بوضوح.
وتابعت ممثلة المجلس بأن نظام الملالي في العام الماضي عرض ١٩ فيلمًا ومسلسلًا مكون بعضها من ٢٨ حلقة وفي أكثر من ١٣٦ حالة هاجم فيها النظام، مجاهدي خلق وأيضا قام بنشر ١٨ كتابًا من العيار الثقيل هاجم فيها مجاهدي خلق، حتى بلغ عدد الكتب التي نشرها النظام ضد المقاومة الإيرانية 519.
ليس فقط أي من هذه الأعمال لم تكن خلاصا للنظام بل على العكس كانت تبيانا لمعدل تأثير هذه المقاومة ومعاقل الانتفاضة التابعة لمجاهدي خلق في داخل البلاد وتبيانا للترحيب العام بالمقاومة ورئيستها المنتخبة وخاصة برنامج العشر مواد الخاص بالسيدة مريم رجوي.
الآمباسادور ادم ارلي السفير الأمريكي السابق في البحرين والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية قال: ” في ذكرى الثورة التي أدت لإسقاط نظام الشاه، أنا رأيت وسمعت العديد من الاجتماعات ووجهات النظر العديدة حول الموضوع.
ولكن من الخصائص الثمينة لبرنامجنا اليوم هو أننا سنسمع أحاديث أشخاص يعرفون إيران بشكل حقيقي وواقعي.
بداية سونا صمصامي وعلي صفوي هم إيرانيون
وثانيا هم يمثلون منظمة من وجهة نظري هي منظمة عضوية جدا ومتصلة بالشعب الإيراني وعلى وعي تام بما يحدث داخل إيران أكثر من أي جهة اخرى.
مجاهدو خلق ومنظمتهم الأشمل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حاربت طوال ٤٠ عامًا ضد النظام الإيراني وقدمت شهداء كثر.
وكل عضو من هذه المنظمة فقد أحد أقاربه ولذلك هم خاضوا تجربة حقيقية بشكل شخصي، ولهذا فإن تعهدهم لتغيير النظام عميق جدا ومستمر.
ولهذه الأسباب أعتقد بأن ما سنسمعه اليوم هو مستوى من التجارب الشخصية ونظرة شخصية ووصلة مثيرة للاهتمام لما يحدث اليوم في إيران.
ولهذا السبب فإن تصريحاتهم ستكون حصرية ومتقنة”.
وأضاف ارلي: ” أحد الأسباب الاخرى التي تثبت اعتبارات مجاهدي خلق بالنسبة لي هو أنه ليس فقط رئيس جمهورية نظام الملالي بل قائد قوات الحرس يستمر بالتحدث حولهم بشكل مستمر.
والبعض يقولون بأن مجاهدي خلق منفيين وليس لهم دعم في الداخل.
طيب إذا كان هذا صحيحا لماذا يستمر الولي الفقيه وجميع مقربيه المجرمين بالتحدث هكذا حول هذه المنظمة وكأنهم أكبر تهديد للنظام.
باعتقادي إن هذا اثبات لتأثيرات هذه المنظمة في داخل البلاد. وكل يوم تحدث مظاهرات واحتجاجات أكثر في إيران ولكن لا تخطئوا فإن مجاهدي خلق لهم دور كبير فيها وهم متواصلون بشكل دائم مع الداخل الإيراني ولهذا السبب يخشاهم النظام بشدة.
وأشار ارلي إلى أنه يتم الحديث في هذه الأيام عن تغيير النظام والكثير يقولون بأن تجربة العراق ستتكرر وأن امريكا تريد إسقاط النظام واحلال نظام آخر مرتبط بها في إيران.
كل هذا عبارة عن اشاعات من أجل التضليل الكذب البحت.
لماذا ؟ لأن الشئ الوحيد الذي يجب ألا تفعله امريكا هو عدم استمالة هذا النظام.
وبقية الأمر والعمل سيقوم به نفس الشعب الإيراني وسيقومون باستعادة وطنهم المسلوب.
ومن وجهة نظر أمريكية أقول بأن لديكم معارضة قوية جدا قامت بالقيام بأعمال جيدة جدا على أرضها”.
وأشار السفير الأمريكي السابق في البحرين إلى صور الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية التي تم نشرها من قبل معاقل الانتفاضة في الشوارع ومختلف مناطق المدن الإيرانية وقال: “هذه السيدة هي العدو رقم ١ للنظام.
وأي شخص مرتبط بها أو بحركتها سيتعرض للتعذيب الوحشي بأشد أشكاله.
لذلك من المحير أن نرى لافتات تحمل صورها معلقة على الجسور.
أولئك الاشخاص الذين يطبعون الصور ويعلقونها ومن ثم يصورون فيلما عن أعمالهم يعرضون أنفسهم وعوائلهم لمخاطر جسيمة.
هذه النشاطات تتمحور حول موضوع الحياة والموت وهي حقيقية جدا جدا”.
وفي خاتمة حديثه قال آمباسادور ارلي: “الآن ننظر إلى الأربعين سنة التي مرت على الثورة، في زمن الشاه كانوا يقولون مجاهدي خلق مرتزقة روسيا وبعدها قالوا مرتزقة العراق وبعدها قالوا مرتزقة امريكا ولكن نضال مجاهدي خلق منذ ٤٠ عامًا يظهر بأنهم كانوا فقط خداما للشعب الإيراني”.
وتطرق السيد علي صفوي، عضو اللجنة الخارجية للمجلس للبحث في تاريخ ٤٠ عامًا من سياسة الاستمالة للدكتاتورية الدينية وقال: “عندما ننظر للسياسات المتبعة من قبل الغرب مع النظام في العقود الأربعة الماضية نرى عملية مشتركة.
السعي للتعامل مع الاستبداد الديني وسياسة العصا والجزرة على أمل تغيير سلوكها.
ولكن ما ضاع في هذه الأثناء كان دور ومُثل الشعب الإيراني”.
وذكر صفوي بأن الحروب الثلاث الكبيرة التي اندلعت في المنطقة (الحرب الأولى حرب خليج فارس ١٩٩١ وحرب افغانستان في عام ٢٠٠١ واحتلال العراق من قبل امريكا في عام ٢٠٠٣ ) كان مساعدة كبيرة للملالي ولكن آثار عمليات الدعم الخفية هذه قد ذهبت الآن.
وأشار صفوي إلى صفقة السلاح مقابل الرهائن الأمريكيين في لبنان، ومزاعم اعتدالية رفسنجاني خلال رئاسة الرئيس جورج دبليو بوش، وتسمية مجاهدي خلق كإرهابين من قبل حكومة كلينتون كرسالة حسن نية لخاتمي،
وقصف مقرات مجاهدي خلق في العراق من قبل حكومة بوش بناءا على طلب من نظام الملالي، وإدارة ظهر حكومة أوباما لتعهدات الولايات المتحدة تجاه مجاهدي خلق في مخيم اشرف الذي واجه ٧ هجمات دموية وخسر ١٥٠ شهيد وأكثر من ألف وثلاثمائة جريح، يعد أهم مثال على سياسة الاستمالة التي تم إعمالها ضد الشعب والمقاومة الإيرانية.
وأكد صفوي أنه على الرغم من ابتعاد الولايات المتحدة عن السياسات التي ذهب ضحيتها الشعب والمقاومة الإيرانية بالدرجة الأولى الأمر الذي يعتبر خطوة ايجابية لكن طريق الحل النهائي للتخلص من الاستبداد الديني هو تغيير هذا النظام اللاشرعي على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
ومن هنا فإن الاعتراف رسميا بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي وحيد لهذا النظام اللإنساني يستوجب تعويض وإنهاء سياسات التماشي الكارثية في العقود الأربعة الماضية.
وفي نهاية هذا المؤتمر الذي حظي بترحيب واسع من قبل وسائل الإعلام الموجودة أجرى ممثلو المقاومة الإيرانية حوارات مع القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام المختلفة وعبروا عن وجهة نظر المقاومة الإيرانية إليهم.